التصنيفات
ثقافة رقمية

مقالة في التنمية الرقمية المستدامة

الكاتب: محمد زايد

استاذ تعليم عال في الشبكات الحاسوبية وتامين المعلومات

خبير دولي في حوسبة اللغة العربية

مؤلف في التكنولوجيات باللغة العربية

مترجم عربية فرنسية-فرنسية عربية

رئيس جمعية اللغة العربية الرقمية

واتساب: 21655335477+

البريد الإلكتروني:

zeidoun2021@gmail.com

المقدمة:

أصبحت التكنولوجيات الرقمية من الاليات الاساسية التي تعتمدها الدول المتقدمة في استراتيجياتها الحالية والمستقبلية كما اهتمت المنظمات الدولية ايضا بهذا الجانب فاصبح العنصر المركزي الذي يعتبر المحرك المحوري للتنمية المستدامة والتي تهدف الى “انهاء الفقر او التخفيض منه وحماية الكوكب وضمان تمتع جميع الناس بالسلام والازدهار” عن المنظمة الدولية.

وتتعلق بالمجالات التالية: ضمان الاستدامة اي الاستمرارية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. وفي هذا الاطار يتناول هذا المقال الادوات والاليات الرقمية المستخدمة في شكل برامج ومشاريع طرحتها ولا زات تطرحها جمعية اللغة العربية الرقمية على المستوى المحلي والجهوي والوطني كما يمكن انجازها على مستوى الدول العربية ذات الخصائص والطبيعة المتشابهة بنسب متفاوتة.

وتتكون المقالة من عدة فقرات واجزاء وهي كالتالي:

  1. التربية والتعليم والتكوين والتدريب
  2. البحث العلمي والتكنولوجي الرقمي المتطور
  3. التصنيع والانتاج الرقمي والتشغيل وتكوين الشركات الناشئة
  4. البرامج والمشاريع في مجال الرقميات والذكاء الاصطناعي

1. التربية والتعليم والتكوين والتدريب:

يتمثل هذا البرنامج في نشر الثقافة الرقمية والتعليم والتكوين والتدريب للراغبين في معرفة مبادئ التكنولوجيات الرقمية المتطورة ثم الذكية حيث تتمثل العملية في تنظيم دورات تكوينية في مجال علم الحاسوب وتكنولوجيات المعلومات والاتصال التي تتعلق بالشبكات والاتصالات الرقمية حيث تختلف تلك التكنولوجيات حسب عدة عناصر منها المساحة والتضاريس والمبانئ وعدد التجهيزات ونوعيتها وغير ذلك من الخصائص الالكترونية والحاسوبية الرقمية.

وتقترح جمعية اللغة العربية الرقمية بناءا على الموارد البشرية من خبراء واساتذة جامعيين ومربين في الاختصاصات المختلفة وخاصة في تكنولوجيات المعلومات والاتصال: المعلوماتية بكل ما تتضمنه من فروع كالعتاد والمنظومات والبرمجيات والتطبيقات من جهة وتكنولوجيات الاتصال المتمثلة في الاجهزة الاتصالية من هواتف ذكية بكل انواعها واللوحات اللمسية وبكل ما يتعلق من مكونات تابعة لها لتشغيلها سواء كانت صلبة او في شكل منظومات برمجية وتطبيقات وخدمات.

وهناك برامج متقدمة في المجالين الرقمي المعلوماتي والاتصالي للشريحة التي ترغب في التعمق في المنظومات الحاسوبية المتطورة والادوات التي تعالج البيانات رقميا والخدمات التي تربط بتلك المنظومات ومختلف المنصات التي تتطلب مفاهيم متطورة من الاليات كالسحابة الحاسوبية والبيانات الضخمة وانترنت الاشياء والتطبيقات التي يمكن ان يعتمد عليها لتقديم النتائج المنتظرة للمستخدم، كما توجد برامج علمية وتكنولوجية الكترونية حسب اختصاص المتكون او المؤسسة التي تحدد مجال التكوين لإطاراتها وموظفيها. ومن بين المجالات المطلوبة حاليا سواء في استخدام منظومات او خدمات او تطبيقات هو مجال الانترنت وكل ما يتعلق به من محيط وادوات برمجية ومعالجة البيانات الضخمة وربط الحواسيب والهواتف الذكية والالواح اللمسية وغيرها من المعدات المستخدمة بغرض الملاحة بين صفحات الويب او انجاز مواقع او غيرها من التطبيقات الحاسوبية . وتشتمل الدورات التكوينية ايضا في مجالات عدة حسب طلبيات المتكونين من مؤسسات وادارات وافراد باعتماد التكنولوجيات الرقمية والمتطورة والذكية . كما تقدم الجمعية في انشطتها محاضرات دورية تحت عنوان “الصالون الرقمي” حيث يتولى كل خبير بتقديم محاضرة في اختصاصه العلمي والتكنولوجي او الادبي غالبا ما يكون الاختصاص والمحتوى نادرا نظرا لتقدم البحوث التي قام بها الخبير المعني بتقديم المحاضرة.

ويتم تنظيم هذه المحاضرة عن طريق استخدام التكنولوجيات الرقمية المعدة للغرض عن بعد حيث تمكن هذه التكنولوجيات لكل من يرغب حضور المحاضرة اينما كان مما يتيح لعدد كبير من المهتمين للاستفادة والرفع من مستوى الطلاب الذين يدرسون في موضوع اختصاص المحاضرة. وتتبع المحاضرة نقاشات واسئلة يجيب عنها المحاضر وهكذا تعم الفائدة للجميع.

اما التدريب فيتمثل في شكل ورشات عمل لتطبيق التكوين النظري سواء كان في مجموعات او افراد باستخدام الاجهزة الرقمية والمنظومات التي يتم تقديمها خلال التكوين في الدورات المشار اليها سابقا. وتختم هذه الاشغال باختبارات اختيارية للمتكون لتسليمه اثرها شهادة مشاركة ونجاح في الاختبار من طرف الجمعية وذلك تعبير للتثمين المعرفي الذي تلقاه وتقييم المتكون من مدى تمكنه من استيعاب المعلومات المقدمة له اثناء التكوين.

وتلعب برامج التعليم والتكوين والتدريب دورا كبيرا في الرفع من الزاد المعرفي للمتكونين مما يؤثر ايجابيا في مردوديتهم المهنية والوظيفية بتحسين ادائهم والزيادة في المنتوجية من جهة والمستوى المعرفي للمتكون. وتؤثر كل هذه العناصر بصورة ايجابية في نفسية المتكون وفي حالته المادية والتحسن في حياته المعيشية وتوفر له اكثر رفاهة له ولمحيطه العائلي  مما تشجعه بذل مجهودات اكثر. وتتعلق كل هذه الاعتبارات بأهداف التنمية المستدامة بالاعتماد على التكنولوجيات الرقمية.

وقد رات جمعية اللغة العربية الرقمية ان برامج التربية والتعليم والتكوين والتدريب هو المحور الاساسي في بناء مجتمع متطور حيث توجه هذه البرامج لكل الشرائح في المجتمع (بداية من الاطفال مرورا بالتلامذة الى الشباب الى الاطارات الى الموظفين …) وذلك بهدف الرفع من المستوى المعرفي ولتشجيع الاطفال والشباب الذي يتم تكوينهم داخل نوادي التنشيط الرقمي نظرا لتعود تلك الشرائح على مختلف الانشطة (الرياضية، الفنون، الموسيقى والثقافية والعلمية وغيرها) . ومن اليات تحفيز الاطفال والشباب هو تنظيم مسابقات في المجال الرقمي ومنح جوائز للفائزين وتشجيعهم على المزيد من الاهتمام وحث زملائهم على النسج على نفس المنوال.

وتتعلق هذه الانشطة والبرامج التعليمية والتربوية والتدريبية بالمؤسسات التربوية من مدارس واعداديات ومعاهد ثانوية والدور الشباب والمؤسسات الجامعية كالنوادي ودور الثقافة والمؤسسات التي تعتني برياض الاطفال وما شابهها.

ومن الضروري ان توفر الجهة المكلفة بتنفيذ البرنامج او النشاط بتوفير الموارد البشرية المطلوبة (المكونين) المختصة في المجال سواء من حيث محتوى التكوين او طرق التعامل مع هذه الشريحة من المجتمع حيث يجب ان يكون المنشط مختصا في بيداغوجيا الاطفال والتلامذة والشباب لإيصال المعلومة بكيفية وطريقة سليمة والحصول على النتائج المرجوة.

ولتحقيق ذلك يتم تكوين المنشطين المختصين في شكل مجموعات لا تتعدى 20 فردا لغايات بيداغوجية يتم تقديم برنامج التكوين حسب الجهة المعنية بالتكوين ومستوى منظوريها لتعم الفائدة وذلك بالتنسيق مع المكون والمسؤول على التكوين .

2. البحث العلمي والتكنولوجي الرقمي المتطور:

من بين العناصر المهمة التي يرتكز عليها الاقتصاد العالمي الحالي هي الموارد البشرية المتعلمة وخاصة ذوي الشهائد العليا والتي تعتمد عليها الدول المتطورة في تنمية اقتصادها حيث تعتبر هذه الموارد مصدر لصنع الثروة بتثمين اعمالها وانشطتها في مجال البحث العلمي والتكنولوجي وذلك بابتكار منظومات واليات وادوات وطرق واساليب لتحسين اليات الانتاج وظروف العمل والمزيد من الرفاه والرخاء والعيش الكريم.

وتتمثل انشطة البحث العلمي والابتكار والاختراع والابداع في توفير الاليات والمناخ الملائم لتشجيع وتحفيز الباحثين في هذا المجال وتثمين اعمالهم وهي من بين العناصر الحديثة التي تضاف للمناهج وطرق الانتاج وهو ما يسمى بالاقتصاد المعرفي والرقمي او الاقتصاد الذكي وهو عبارة عن مشاريع ومبادرات تتولد عنها منتوجات رقمية منها البرمجيات الحاسوبية والاتصالية والشبكية والاجهزة والمكونات الالكترونية وكل ما يتعلق بها من مجالات اخرى حيث تعتمد انشطة البحث على اجهزة رقمية صلبة منها وبرمجيتيه.

وتوجد عدة طرق للقيام بهذه العملية حيث تطرح جمعية اللغة العربية الرقمية عدة برامج في هذا الاطار منها:

  • يقترح خبراء واساتذة الجمعية مشاريعا للطلاب الخريجيين (هندسة ، ماجستير ودكتوراه،….) على المؤسسات الجامعية ومراكز البحث الراغبة والمهتمة بالتعاون مع الجمعية في هذا المجال ويتكفل الخبير او الاستاذ عضو الجمعية من تاطير ومتابعة ومساعدة الطالب الذي وافق على موضوع المشروع لانجازه بالتوافق مع المؤسسة التابع لها الطالب المعني يهذا العمل حيث يتم التنسيق بين الجمعية والخبراء او الاستاذ العضو من جهة والمؤسسة الجامعية او البحثية والطالب المعني والجمعية والمؤسسة.
  • وغالبا ما توفر الجمعية الفضاء المعد لانجاز المشروع لدى شركة او ادارة او مؤسسة ثالثة تكون مقتنعة من جدوى نتائج المشروع او ان يجري الطالب مشروعه في محضنة معدة للغرض بعد ان يتم التنسيق بين جميع الاطراف السالف ذكرها.

وبعد انجاز المشروع تقيم نتائجه من طرف لجنة علمية تكنولوجية يتفق عليها الجهات المعنية بذلك (جمعية اللغة العربية الرقمية ، المؤسسة الجامعية او البحثية التي ينتمي اليها الطالب والمؤسسة او الشركة او الادارة التي اوت الطالب عند انجازه المشروع مع امكانية دعوة جهات اخرى يكون لها الاختصاص في المجال الذي انجز فيه المشروع لإضفاء اكثر مصداقية ونجاعة في تثمين عمل الطالب والنتائج التي ستتولد عن ذلك العمل الى منتوج معرفي قابل للاستخدام والتسويق محليا جهويا ووطنيا او دوليا .ويتطلب هذا العمل مراحلا اخرى تتمثل في طريقتين: الاولى ان تقبل جهة تجارية مختصة في المجال ، مصنع او معمل او شركة او ادارة او مؤسسة من تشغيل الطالب منجز المشروع من طرف الجهة التجارية المذكورة واستخدام المنتوج بعد تعديله الى ما يتطلب تطابقه مع المنظومات الرقمية التابعة للجهة القابلة للمشروع بمساعدة المؤطر عضو الجمعية سواء كان خبيرا او استاذا جامعيا.

اما الطريقة الثانية فتتمثل في توفير للطالب الذي قبل ووافق على احداث شركة ناشئة وغالبا ما يكون ذلك الفضاء في محضنة معدة للغرض .

وتوفر ادارة المحضنة المستلزمات من فضاء واجهزة حواسيب وتوابعها وربط على الانترنت ، ويتم مرافقة ذلك الطالب بتركيز الشركات الناشئة  ومساعدته ومتابعته من الجانب اللوجستي وتكوينه في احداث المؤسسات وما يتعلق بتركيز الشركات الناشئة وكيفية الادارة والتصرف ، كما يواصل المشرف على الطالب متابعته ودعمه من الجانب العلمي والتكنولوجي غالبا ما تكون تلك المساعدة ذات طابع تطبيقي مع اتمام الجوانب النظرية التي تمكن الطالب من اختيار المنتوج العلمي او التكنولوجي في محيط حقيقي يكون قابلا للاستعمال والاستخدام للحصول على النتائج المرجوة والمحددة بالأهداف المنتظرة . وتتخلل هذه الفترة تربصات وورشات وندوات وملتقيات ومنتديات يتعلم فيها الشاب جوانب تتعلق بمسيري واصحاب الشركات لتوفيرهم سبل النجاح المستقبلية الناشئة ثم يمر الشباب الى مرحلة المسؤول المستقل في ادارة وتسيير شركته حيث يصبح معترف به كصاحب شركة ناشئة وتمنح له شهادة اعتراف بذلك من طرف الجهات المسؤولة على ذلك ومنحه علامة الشركات الناشئة اولا كصاحب الشركة امام القانون وثانيا المصادقة على قدرته وكفاءته المهنية والعلمية والتكنولوجية في ذلك المجال وثالثا التثمين الايجابي للمنتوج المعرفي الذي انجزه كمادة تجارية قابلة للتسويق والتنمية والتطور.

نلاحظ ان كل هذه العناصر تصب في الاهداف الاساسية التي حددتها الامم المتحدة فيما يتعلق بالتنمية المستدامة وهي التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية حيث يتولد عن هذا البرنامج نشأة العديد من الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيات الحديثة الرقمية المتطورة تمكن من توظيف العديد من الشباب الباحثين عن عمل في هذا القطاع الحساس والمهم وتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية لأصحاب الشركات والعاملين فيها كما تساهم تلك الشركات في التنمية المحلية والجهوية والوطنية حيثما نشأت. وعلى الصعيد العام تكون عنصرا اضافيا في دعم الاقتصاد المعرفي خاصة والاقتصاد الوطني عامة ، ويتمثل ذلك في تسويق براءات الاختراع المنتجة او نشر البحوث العلمية والتكنولوجية المتقدمة والمتطورة مما يمكن اوسع عدد من الباحثين في العالم من الاستفادة وتمكين البلاد من دخول اسواق دولية وربط علاقات مريحة مع جهات اجنبية والاستفادة من خبراتها وتجاربها .

وهناك في هذا الاطار عدة برامج تقترحها منها التي هي بصدد الانجاز ومنها لازالت تنتظر التنفيذ.

من البرامج التي في طور الانجاز هي تنظيم مسابقات في المؤسسات الجامعية على مستوى كل جامعة في تونس لاختيار افضل 5 مشاريع تخرج ثم على الصعيد الوطني لاختيار10 افضل افضل مشاريع تخرج وعلى صعيد البلدان العربية والبلدان الافريقية مستقبلا. ويمكن تنفيذ هذا البرنامج بالتوازي مع كل جامعة  اضافة الى البرنامج المذكور سلفا

3. التصنيع والانتاج الرقمي والتشغيل وتكوين الشركات الناشئة:

من العبارات المتداولة حاليا في المجال التكنولوجي الرقمي هو صناعة المحتوى الذي يعتبر جزءا صغيرا من مجال واسع يزيد اكثر فاكثر اتساعا بتطور التكنولوجيات وظهور اجهزة ومعدات ومنظومات وخدمات وتطبيقات اخرى تتعلق بكل المجالات الحيوية في حياة الانسان الشخصية او المهنية. ويلعب هذا المحور دورا كبيرا في تحقيق اهداف التنمية المستدامة المحددة من طرف المنظمة الدولية والتي كما اسلفنا ذكرها : تطوير وتحسين الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والبيئية . وفي هذا الاطار تعرض جمعية اللغة العربية الرقمية برامجا تم دراستها منذ امد طويل حيث احدثت الجمعية كل الاليات والوسائل التي تمكن من انجاز تلك البرامج وتنفيذها لتحقيق اهداف التنمية المستدامة المذكورة  بالارتكاز على التكنولوجيات الرقمية المتطورة.

وتتمثل تلك البرامج غي استغلال الموارد البشرية المتاحة التي تعاني من البطالة اولا وبقية الشرائح القابلة للاستثمار في مجال المنتوجات الرقمية سواء كانت منتوجات صلبة عتادية او برمجتية من البرامج التي تعمل عليها جمعية اللغة العربية الرقمية في التصنيع والانتاج الرقمي اقتراح برنامج لتكوين الشباب العاطل للعمل وتعليمه نظريا وتطبيقيا لاستعمال الادوات المتطورة والحديثة المستخدمة لصنع البرمجيات او صنع مكونات الكترونية او اجهزة او منظومات رقمية .

وتتميز تلك البرامج بمتابعة المتكونين بعد فترة التكوين لانجاز مشاريع تكون نتائجها تطبيقات حاسوبية او شبكية او اتصالية او تركيز على شبكة الانترنت . اما المحتوى فسيكون من اختيار المتكون حسب تكوينه الجامعي الاساسي حيث يقوم الشاب بمتابعة البرنامج المقترح ليصبح قادرا على استعمال لغات البرمجة بكل انواعها تمكنه من اعتمادها لتحويل فكرة مشروعه الدراسي الى منتوج رقمي قابل للتسويق والاستخدام مما يمكنه من الاستفادة من منتوجه الرقمي ماديا بتسويقه لجهات مهتمة به او الحصول على شهادات براءة او اختراع او ابتكار او تكوين مؤسسة تجارية ناشئة تقوم بترويج ذلك المنتوج وذلك بمساعدة مؤطر يكون عضوا في الجمعية. ويشتمل البرنامج على عدد مهم من ساعات التكوين في ادوات البرمجة كما ذكر سابقا بتحديد عدد من الساعات علميا وبيداغوجيا لضمان نجاح ذلك التكوين وتمكين المتكون من ان يصبح منتجا للتطبيقات او المنظومات او الخدمات الرقمية.

وفيما يتعلق بمحور البحث العلمي والتكنولوجي تطرح جمعية اللغة العربية الرقمية برنامجا يتعلق بالباحثين الشبان حيث احدث داخل الجمعية هيكلا يعنى بالباحثين الشبان العرب (الاكاديمية العربية للباحثين الشبان) التي تهدف لتشجيع هؤلاء الشبان في المراحل الاخيرة من الدراسة (هندسة،ماجستير ودكتوراه) من البحث في العلوم والتكنولوجيات الرقمية بكل اختصاصاتها ، ويمثل هذا البرنامج في اقتراح مشاريح بحوث من طرف خبراء واساتذة اعضاء الجمعية في كل الاختصاصات حيث يتولى الشباب سواء كانوا في مجموعات او فرادى حسب اهمية المشروع البحث فيه ، ويتم دمج الاجزاء المنجزة من المشروع ببعضها لتكون المشروع بكامله والذي غالبا ما يكون منظومة او اداة او تطبيقة حاسوبية او شبكية او متعلقة بفضاء بالانترنت.

وغالبا ما يكون المشروع المقترح منتوجات رقمية مطلوبة على الساحة سواء كان تكملة لما يوجد او منتوجا جديدا ، وبذلك يستفيد الشباب في عملية البحث اولا والتعرف على المنتوج ووظائفه ثانيا وثالثا يمكن المنتوج المنجزين الشبان من تكوين شركاتهم الناشئة اذا رغبوا في ذلك بعد المرور بالمراحل الضرورية المتطلبة لتركيز هذا النوع من الشركات او الانضمام الى مؤسسة مختصة في المجال حيث تحصل الفائدة من الجوانب الاجتماعية بتحسين ظروف الشبان والدخول في سوق الشغل من الباب الكبير وفي اي مكان كان وهو جانب من جوانب التنمية المستدامة يمكن ان تكون محليا و جهويا ووطنيا. ويكون لهذا العمل تاثير ايجابي على محيط الشباب من عائلات ومنطقة وجهة بتركيز شركات ناشئة يمكن من خلالها توفير مواطن شغل اخرى بالنسبة لبقية الشباب الذين لم يسعفهم الحظ في المشاركة في عملية الانتاج او التصنيع الرقمي. كما تمكن تلك العملية من التنمية الاقتصادية عموما و البيئية نظرا لتاثير المنتوج المنجز والشركة المتكونة في المحيط الاقتصادي حيث تم تركيز تلك المؤسسة.

وتهدف كل هذه العناصر الى الوصول لاهداف التنمية المستدامة التي وضعتها منظمة الامم المتحدة في تحديد مفهوم واهداف التنمية المستدامة علاوة على ان هذه البرامج المقترحة من جمعية اللغة العربية الرقمية تمتاز باستخدام التكنولوجيات الرقمية الحديثة والمتطورة وتثمين المعرفة والاقتصاد المعرفي في كل المجالات الحيوية التي ترتكز عليها كل الاقتصاديات العالمية المتطورة.

ويمكن ان تولد الانشطة البحثية الاكاديمية براءات اختراع او شهادات براءة او مقالات بحثية محكمة على الصعيد الدولي مما يزيد في القيمة المعرفية للشباب ومؤطريهم والجمعية التي عبرها تم اقتراح تلك المشاريع والتي يتم تقييم تلك الاعمال والبحوث وتثمينها علميا وماديا حيث يمكن توظيف تلك الشهادات في التعريف بمستوى البحث العلمي والتكنولوجي لدى اعضاء المعية سواء اساتذة وخبراء او شباب وبذلك يمكن فتح اسواق امام منتجي البحوث والمنتوجات الرقمية عالميا مما تمكن المؤسسة وصاحب المشروع ان تعرف دوليا مما يؤثر ايجابا في الرفع من المستوى العلمي والمادي لمنجزي تلك المنتوجات الرقمية المتطورة من جهة وعنصرا اساسيا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المستدامة للبلاد.

ومن بين البرامج التي تنجز في المجال الرقمي من جهة وتوفير مواطن شغل للشبان ذوي الشهائد العليا وذلك باقتراح مشروع لتكوين الشبان المتخرجين من المؤسسات الجامعية وذلك لتمكينهم من مواكبة العصر المتطوربسرعة من جهة وايجاد مواطن شغل في مجال تخصصهم من جهة اخرى او انشاء مؤسستهم الناشئة. ويتمثل هذا البرنامج في حزمة من الدورات التكوينية متبوعة بورشات تطبيقية تتعلق باليات وادوات انتاج البرمجيات سواء على المنصات التي تشتغل في فضاءات حاسوبية او في الانترنت او في بيئات متنقلة بالهواتف الجوالة الذكية او اللوحات اللمسية او ما يشابهها من الاجهزة الالكترونية الرقمية وتتكون تلك الدورات التدريبية والورشات من عدد من الساعات التكوينية تم تعديلها من طرف خبراء في الجمعية منضمين للجمعية يتعلم فيها المتكون تقنيات البرمجيات الحاسوبية والرقمية المتطورة وذلك  عبر لغات البرمجة المختلفة والمتعددة والتي صممت حسب البيئة وحسب المجالات واختصاصات المتكون.

وبعد فترة التعليم والتكوين يخضع المتكون لتقييم جدي يتحصل اثره على شهادة في الغرض ، كما يطالب المتكون قبل نهاية تكوينه بطرح فكرة او مشروع ليكون موضوع تطبيقي ينجزه المتكون باستخدام الاليات البرمجة التي تمت دراستها اثناء فترة التكوين ويصبح بذلك صاحب الفكرة وصاحب المنتوج الرقمي الذي سينجزه في مجال اختصاصه الاكاديمي.

ويتولى خبير من الجمعية تاطيره ومتابعته ومساعدته لانجاز ذلك المشروع ليصبح منتوجا رقميا في شكل تطبيقة او منظومة او اليات تساعد المستخدم على انجاز عمله على الحاسوب او عبر الانترنت وهكذا يساهم هذا البرنامج في خلق فرص عمل له ولغيره سواء بادماج المتكون داخل مؤسسة تكون مهتمة بالمنتوج الرقمي الذي انجزه المتكون من ناحية او بتكوين مؤسسة ناشئة يتولى صاحب الفكرة والمشروع ادارتها لتصبح بعد ذلك ملك المتكون ، كما تمكن تلك العملية من تنمية المجال الاقتصادي حيث توجد المؤسسة وتكون مصدر رزق لصاحبها ولعائلته ولكل من سيعمل فيها. وتساهم الشركات الناشئة عموما في تطوير النسيج الاقتصادي والتنمية المستدامة لخلق الثروة بالتثمين المعرفي والارتكاز على التكنولوجيات الرقمية وتحويل الحالة السلبية التي كان عليها الشاب وهي البطالة الى حالة ايجابية مفيدة لخلق فرص عمل واضافة قيمة مضافة اقتصادية تحتاج اليها البلاد.

ومن البرامج الاخرى التي تقترحها جمعية اللغة العربية الرقمية في التصنيع والانتاج الرقمي والتشغيل البرنامج الذي يمكن ان يطبق على الصعيد المحلي او الجهوي او الوطني او حتى على صعيد البلدان العربية والذي يتمثل في بعث برنامج تكوين مجاني لكل من يرغب في تعلم الادوات الحديثة للمعلومات والاتصال واليات صنع البرمجيات وانتاج تطبيقات حاسوبية سواء باللغة العربية او بلغات اخرى . ويمكن هذا البرنامج من رفع مستوى المتكون تكنولوجيا الذي يمكنه من استخدام التكنولوجيات الرقمية الحديثة والمتطورة كما يساعد عدة شرائح اخرى من الرفع من قدراتهم المهنية والوطنية باعتمادهم على الاجهزة الرقمية في انجاز مهامهم الوظيفية ، كما يعطي هذا البرنامج امكانية دخول عالم الانتاج والتصنيع والتسويق الرقمي لعدة شرائح شبابية خاصة في مجال صناعة المحتوى الرقمي المطلوب على المستوى الدولي ليصبح عنصرا مهما واساسيا لتركيز منظومة حاسوبية متكاملة في المؤسسات والادارات وفي الشركات بكل انواعها واختلاف مجالات انشطتها .ومن جهة اخرى يعطي هذا البرنامج ورقة لمن يرغب في الاختصاص في مجال البرمجة لتصبح مهنته الاساسية وذلك بتكوين شركته الناشئة التي تعتبر اليوم من الوسائل العصرية للدخول في عالم الاقتصاد الرقمي والمعرفي.

ولا يمكن طرح هذا البرنامج وتنفيذه الا من طرف الجهات المسؤولة على هذا القطاع من حكومات وسلط محلية وجهوية وجهات مختصة لضمان استمرارية هذا البرنامج وتوفير الامكانيات اللوجستية والموارد البشرية الضرورية المطلوبة.

ويمكن لهذا البرنامج ان يدرج كبرنامج وطني ترعاه الحكومة او الدوائر الحكومية المسؤولة شبيه ببرنامج محو الامية في كل انحاء البلاد الذي طرح من قبل وكانت نتائجه ايجابي في العموم.

ولو درسنا نتائج هذا البرنامج بدقة وبجدية نجد انه يجيب على الحلول التي تعتمد لتحقيق التنمية المستدامة وهي تحقيق الرفاهة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية  حيث يمكن للمنتج للتطبيقات الرقمية ان يحسن من ظروف عيشه وعائلته وتغيير محيطه نحو الافضل مما ينعكس ذلك ايجابا على الجانب الاقتصادي سواء كان محليا او جهويا او وطنيا وذلك بخلق ديناميكية اقتصادية في ظهور شركات ناشئة تساهم في تشغيل الشباب وتوفير مداخيل مادية يمكن بواستطها تحسين البنية الاساسية والمحيط المعيشي للمقيمين واصحاب المشاريع المنجرة من هذا البرنامج.

4. البرامج والمشاريع في مجال الرقميات والذكاء الاصطناعي:

» برنامج حزمة تكوين في لغة سكراتش والربوتات والذكاء الاصطناعي:

يتمثل هذا البرنامج في مجموعة من دورات تقدم لمن يرغب وخاصة منشطي الاطفال والتلامذة والشباب في لغة البرمجة الموجهة للطفل “سكراتش” ومادة “الربوتات” لتعليم الناشئة على حذق هذه التكنولوجيات وتمكينهم من انجاز برمجيات حاسوبية تتعلق بمجال اهتماماتهم ينتج عن ذلك التكوين وتركيز نوادي في المؤسسات التربوية والشبابية والثقافية يتم بعد مدة تلقين الناشئة في تلك المواد حسب مستواهم ودرجة حذقهم وفي هذا الاطار يمكن تقديم وتعليم هذه المواد على درجات حسب مستويات الاطفال واضافة مادة متممة لحزمة البرنامج وهي مادة الذكاء الاصطناعي التي تعتبر من المجالات الرقمية المسقبلية والخدمات الرقمية الى برمجيات ذكية تتولى الاجهزة الحاسوبية انجاز عدة مهام بعد استخلاص عدة نتائج من الكم الهائل من البيانات الرقمية المخزنة والمعروفة الان بالبيانات الضخمة وهي المنظومات المتطورة في المجال الرقمي والتي تعتمدها جل الدول المتقدمة في جمع وتخزين وتحليل البيانات لاستخدامها في حل مجمل مشاكلها المعقدة في كل الجوانب الاقتصادية مما يجعل هذه الاليات ادوات اساسية في الانتاج الرقمي وتركيز منظومات اكثر ذكاء وتنظيم وادارة وتصرف، ولذلك اصبح البرنامج الذي تقدمه جمعية اللغة العربية الرقمية برنامجا يساير التطورات العلمية والتكنولوجية المطبقة في البلدان والمجتمعات المتطورة والمتقدمة.

» برنامج الاكاديمية العربية للباحثين الشبان:

يهدف هذا الهيكل المحدث في جمعية اللغة العربية الرقمية الى تجميع الكفاءات العربية الشابة من باحثين ومهندسين وذلك للتعارف وخلق ديناميكية للتعاون العربي العربي بمساعدة خبراء الجمعية الذين يقومون بتاطيرهم وتوجيههم في بحوثهم اضافة الى اقتراح هؤلاء الخبراء والاساتذة الجامعيين مشاريع بحوث تتعلق بالبيئة العربية مع اعتماد اللغة العربية اولا وبقية اللغات المتداولة دوليا (انقليزية،فرنسية،….) ثانيا.

ويهدف هذا البرنامج الى ربط علاقات بين المنظمات الشبابية العربية في مجال البحث العلمي والتكنولوجي وذلك بانجاز بحوث اكاديمية وتطبيقية حديثة ومتطورة او بالحصول على براءات اختراع او تصنيع او نشر تلك البحوث في مجلات دولية محكمة تكون مرجعا للباحثين الاخرين وترتقي بذلك المؤسسات البحثية والجامعية العربية الى المستوى الذي يضاهي المؤسسات الدولية المتطورة وهذا يكون عنصرا من العناصر التي تعتمدها الجهات الدولية المتطورة وهذا عنصرا من العناصر التي تعتمدها الجهات الدولية المسؤولة على قطاع البحث العلمي والتكنولوجي في تقييم مدى جودة التعليم والتكوين والتدريب والبحث في المؤسسات العنية حيث تكون تلك المؤسسات قبلة الباحثين في العالم مما ينتج عن ذلك الرفع من مستوى جودة البحث وتطوره في تلك البلدان.

ويمكن هذا البرنامج من تطوير البحث عند الشباب والرفع من مستوى وجودة المؤسسات الجامعية العلمي وتطويرها التي سيكون لها تاثير ايجابي على المحيط الاقتصادي للبلاد وتساهم في تطوير الحالة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية حتما كما يمكن لهذا البرنامج من بناء شبكة معلومات تتعلق بالباحثين في العالم العربي شبانا وخبراء وهذا يعد مصدرا مهما جدا ومفيدا لكل الجهات التي تحتاج لهذه المعلومات وهو برنامج يلبي ايضا اهداف التنمية المستدامة رقميا.

» برنامج المسابقة لاختيار افضل مشاريع تخرج في المؤسسات الجامعية:

يعد هذا البرنامج لبنة من مجموعة البرامج التي درستها جمعية اللغة العربية الرقمية والتي تفضي الى نشاة شركات ناشئة مع ادماج اصحاب المشاريع الفائزة في سوق الشغل واستفادة الشركات المنتصبة والمختصة من هذه المشاريع المميزة.

ويتمثل البرنامج في تجميع عدد من المشاريع التي تم انجازها في سنة جامعية معينة حيث تتقدم كل مؤسسة جامعية باقتراح افضل مشاريع تخرج لطلبتها للمشاركة مع المؤسسات الجامعية الاخرى التي تنتمي لنفس الجامعة . وتتحصل لجنة الفرز التي تعدها الجمعية مع شركائها في تنظيم المسابقة على عدد من المشاريع في كل المجالات العلمية والتكنولوجية والفنية يتم فرزها حسب عناصر محددة دوليا مما ينتج على الفرز اختيار افضل مشاريع تخرج (يمكن ان يتراوح  عدد المشاريع من 5 الى 10 ) يقوم اثرها دعوة الفائزين في المرحلة الاولى للفرز تقديم مشاريعهم شفويا وتطبيقيا امام لجنة متعددة الاختصاصات للحصول على افضل المشاريع من كل الجوانب الاكاديمية العلمية والمؤسساتية وذات النجاعة الاقتصادية والتجارية وغير ذلك من الجوانب التي تضمن للفائزين بعد ذلك مواصلة اتمام مشاريعهم في فضاءات معدة للغرض تم التعاقد معها من طرف جمعية اللغة العربية الرقمية مع ضمان متابعة الفائزين من طرف خبراء مختصين في مجال تركيز المؤسسات وضمان جودة المنتوج الرقمي الذي سيولده المشروع الفائز عند اتمامه ثم يمر الفائز بمشروعه الى انشاء شركته الناشئة التي ستمكنه من التطور ودخول اسواق الشركات والمنتوجات الرقمية محليا وجهويا ودوليا . ويمكن تنظيم هذا النوع من المسابقات في مرحلة موالية بين كل الجامعات على الصعيد الوطني  ثم بين جامعات البلدان العربية والافريقية فالدولية كما يمكن ان يكون ذلك البرنامج سنويا وهكذا ينتج عن هذا البرنامج نشاة شركات ناشئة وخلق مواطن شغل وظهور منتوجات رقمية جديدة مما تجعل هذه الديناميكية جسرا بين الجامعة ومؤسساتها والمحيط الاجتماعي والبيئي والاقتصادي المحيط بها وهذا هدف تسمو وتعمل عليه جل الجهات الجامعية لتحقيقه مما تجعل هذا البرنامج وسيلة لنمو الجامعة ومؤسساتها وتاقلمها مع محيطها الخارجي وتسخير طاقاتها العلمية والمعرفية للمساهمة في التنمية المستدامة معتمدة على تثمين المعرفة والاقتصاد الرقمي والمنتوجات التي تولدها التكنولوجيات الرقمية الحديثة والمتطورة مع استخدامها في كل الحقول العلمية والاجتماعية والبيئية لتطويرها وتحسينها.

» مشروع المركب الجامعي الذكي:

إن مشروع المركب الجامعي الذكي هو نتيجة جملة من الانشطة التي نظمتها جمعية اللغة العربية الرقمية للتعريف بمفهوم الذكاء وقد قامت الجمعية بعدة تظاهرات في شكل ندوات تتعلق بموضوع القرى الرقمية في كل مناطق البلاد . وقد الف في هذا الموضوع رئيس الجمعية كتابا باللغة العربية  عنوانه ” القرية الرقمية” يتحدث عن مفهوم القرية الرقمية وهيكلة القرية الذكية ومكونات هذا العمران الحديث ويذكر المراحل التي يجب اتباعها لتركيز نموذج في هذا المضمار.

وقد نتجت هذه الدراسة على عدة طرق لإنجاز هذا المشروع الذي اصبح يسمى “المركب الجامعي الذكي” الذي يعتبر عمرانا يضم جميع مكونات العمران الذكي . ويمكن لهذا المشروع ان ينجز على عدة طرق كما قلنا وهي:

  • اما ان نحول عمرانا قائما الى ذكي بإضافته كل الاجهزة والمكونات المطلوبة.
  • اوتجهيز بناية قائمة لكنها حديثة الى بناية ذكية بتجهيزها كل ما تتطلبه من اليات واجهزة ومنظومات رقمية لتصبح ذكية.
  • بناء مركب من جديد يستجيب الى كل المقاييس والمعايير الدولية لما يسمى بالمدينة او القرية او الحي او المركب الذكي.

ويشتمل المشروع على عدة محاور ترتكز عليها التنمية المستدامة من البيئة النظيفة الى الطاقات المتجددة الى البنايات التي توفر المسكن والاقامة اللائقة والكريمة للإنسان من تدفئة وتهوئة وانارة وكهرباء واتصالات ووسائل الربط الحديثة من شبكات حاسوبية واتصالية .وتقوم المنظومات الرقمية بجمع وتخزين وتحليل البيانات من كل مكونات المركب الذكي كي تعالج وتوفر النتائج المرجوة سواء في شكل مخرجات لأجهزة طرفية لإعلام المستخدم او معلومات يعتمدها المستخدم في وظيفته او اشارات يمكن ان تسهل عليه القيام بأعمال داخل المركب.

وتقترح جمعية اللغة العربية الرقمية مع شركائها المهتمون بانجاز  هذا المشروع لانه يهدف الى تحقيق التنمية المستدامة التي تعتمد اولا على تحسين الحالة الاجتماعية ، وفي هذا الاطار يوفر المركب الجامعي المكان المناسب لتحقيق ذلك وهو الرفع من المستوى المعرفي والبحثي عن طريق المؤسسات الجامعية الموجودة او المنظومات المعدة للتعليم عن بعد وهذا يولد مواطن شغل للاساتذة والاطار الاداري من جهة والمعرفة والعلم للطلاب من جهة اخرى للوصول الى مستويات علمية وتكنولوجية تمكنهم من الانتاج الرقمي والمعرفي كما يوفر المركب كل الخدمات الاجتماعية المطلوبة لراحة ورفاهية المقيمين وكل مستخدمي المنظومة الذكية .

اما العنصر الثاني في التنمية المستدامة هو الجانب الاقتصادي الذي يوفره مشروع المركب الجامعي الذكي حيث يمكن من انشاء مواطن شغل للطلاب وتكوين شركات ناشئة تساهم في تنمية النسيج الاقتصادي للبلاد علاوة على استخدامها التكنولوجيات الحديثة والمتطورة والتي تحترم البيئة. كما يمكن هذا المشروع من انفتاح المؤسسات الجامعية على الانفتاح على المحيط الصناعي والاقتصادي والاجتماعي حيث تكون الجامعة مصدر علم وتكنولوجيا ورافد اضافي للتنمية الاجتماعية برفع المستوى العلمي والفكري وصقل للمهارات مما يضيف للانتاج الجودة المطلوبة وفرص التعامل بين الجامعة ومخابرالبحث والشركات المختصة والمهتمة بالمجالات موضوع التعليم والبحث.

وتعتبرالتكنولوجيات الرقمية المتطورة ركيزة اساسية في تحقيق التنمية المستدامة اضافة الى كل ما يتعلق بالتحكم في الطاقة والموارد الطبيعية من طاقات نظيفة ومياه باستخدام طرق واساليب عصرية وحديثة للتحكم والتصرف والتي حققت اهدافا ايجابية ساهمت في الحصول على الاهداف الرئيسية المحددة من المنظمة.

الخاتمة:

من البديهيات الان وبالنسبة للمسؤولين في كل بلدان العالم ان يعتمدوا على الدراسات والتحاليل التي تقوم بها المنظمات الدولية مجانا خاصة فيما يتعلق بكل ما يفيد الانسان في القطاعات الانتاجية والاقتصادية والقطاعات الاجتماعية والبيئية التي تضمن الحياة الكريمة والرفاهية للانسان حيثما كان لكن اغلب الحكومات والمسؤولين في البلدان المتخلفة تعاني من نقص ومشاكل في القطاعات الاساسية المذكورة لعدة اسباب منها اساسية وهي الحوكمة في الادارة والتصرف في الموارد البشرية والطبيعية والفلاحية لهذه البلدان وذلك لاسباب تتعلق بكفاءة المسؤولين ووعيهم وحرصهم على الانتقال بشعوبهم من حالة الفقر والحرمان والفوضى والفساد وغير ذلك من الافات الاجتماعية التي اصبحت تنتشر اكثر فاكثر في تلك الدول وتطور المجتمعات الاخرى التي استغلت كل ما يقوم به الاخرون من دراسات وعلوم لصالحها وخاصة الدراسة التي قامت المنظمة الدولية فيما يتعلق بالتنمية المستدامة لعل الشعوب الفقيرة والمتخلفة ان تلحق بالركب المتطور.

وفي اطار هذا الموضوع طرحت جمعية اللغة العربية الرقمية بمساعدة خبرائها في كل المجالات ، البرامج والمشاريع التي يمكن انتاج القيمة المضافة عند تطبيقها والتي تتمثل في الاهداف المذكورة انفا وهي تطبيق الاليات العصرية والمتطورة من تكنولوجيات رقمية وذكية في تحقيق النمو الاجتماعي والاقتصادي والبيئي ونرجو من الجهات المسؤولة ان تعتمد على هذه البرامج والمشاريع الرقمية الانفة ذكرها لتحقيق التنمية المستدامة والعيش الكريم والرفاه لكل فرد من افراد المجتمع الذي يناضل ويجاهد للخروج من حالة الفقر والحرمان والجمعية وخبراؤها مستعدون للمساعدة في الدراسات والانجاز والتاطير والمتابعة.


ملاحظة: ان اردت نسخ هذا المقال او جزء منه او تنفيذ بعض البرامج المذكورة فيه فللامانة اذكر عبارة ” منقول عن جمعية اللغة العربية الرقمية

شكرا

تعليق واحد على “مقالة في التنمية الرقمية المستدامة”

التعليقات مغلقة.